الإعتراف البريطاني بدولة فلسطين : بداية النهاية لدرع اسرائيل الديبلوماسي
![]() |
إعداد سوار الذوّادي ومحمد عزيز الهادفي
(مطلع)
تمهيداً لحل الدولتين : بريطانيا تعترف رسمياً بدولة فلسطين
أعلنت
بريطانيا رسميًا اعترافها بدولة فلسطين، لتنضم إلى كندا وأستراليا والبرتغال في تحرّك
دبلوماسي منسّق قُبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة. وجاء الإعلان الذي يعد
ذا أهمية تاريخية و سياسية بالغة على لسان
رئيس الوزراء كير ستارمر في لندن،
فقد ارتبطت بريطانيا لعقود طويلة بجذور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي،
بدءًا من وعد بلفور عام 1917 ( رابط) ومرورًا بفترة الانتداب البريطاني على فلسطين.
ويمثل هذا الاعتراف تحوّلًا رمزيًا عن ذلك الإرث، يجمع بين مراجعة أخلاقية وإعادة تموضع
إستراتيجية في ظل الحرب المستمرة على غزة
الرمزية التاريخية
يحمل هذا القرار أهمية عميقة للفلسطينيين وللعالم العربي بأسره. فبريطانيا
التي وعدت ذات يوم بـ“وطن قومي لليهود”، تعترف اليوم رسميًا بدولة فلسطين ، في محاولة
متأخرة لتصحيح مسار التاريخ
وقد رحّب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالقرار واصفًا إياه بأنه “خطوة
شجاعة نحو السلام”، فيما اعتبرت حركة حماس أنه “اعتراف طال انتظاره بالحقوق الفلسطينية”
ومع تدمير غزة ومقتل أكثر من 65 ألف فلسطيني بحسب السلطات المحلية، يتجاوز
هذا الاعتراف البعد الدبلوماسي ليحمل رسالة مساءلة أخلاقية من دولة طالما اتُّهمت بالانحياز.
إنه موقف يعكس ضميرًا سياسيًا جديدًا، ومحاولة لإثبات أن الغرب لا يزال قادرًا على
التعامل بإنصاف
العوامل والدوافع المتعلقة بالقرار:
تُعد الكارثة الإنسانية في غزة الدافع الرئيسي وراء هذا الاعتراف. فقد
أثارت الحرب المستمرة غضب الرأي العام العالمي وأشعلت مظاهرات ضخمة في العواصم الغربية
أما داخليًا، فقد واجه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر
ضغوطًا متزايدة من داخل حزب العمال، الذي عبّر جناحه التقدمي عن رفضه لسياسات
التراخي تجاه تل أبيب. فجاء القرار ليجمع بين الاعتبار الأخلاقي والحساب السياسي، ويمنح
ستارمر فرصة لإظهار قيادة مختلفة عن سياسات المحافظين السابقة، واستعادة ثقة الناخبين
المطالبين بمواقف أكثر وضوحًا
كما جاء القرار في إطار تحرّك منسّق مع كندا وأستراليا والبرتغال للتأثير
على مداولات الأمم المتحدة القادمة، وإبراز تحوّل أوسع في الموقف الغربي. وفي مرحلة
ما بعد “بريكست”، تسعى بريطانيا لاستعادة نفوذها في الشرق الأوسط، ويمنحها هذا الاعتراف
مكانة أقوى في العالم العربي، ويُظهر استقلاليتها عن الموقف الأميركي المتشدّد. إنها
محاولة لإعادة تقديم نفسها كوسيط حقيقي في صراع ساهمت يومًا في نشأته
ردود الفعل الدولية: بين الأمل والغضب
جاء الرد الإسرائيلي غاضبًا. إذ وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القرار بأنه “مكافأة للإرهاب”، واستدعى سفيره من لندن. أما الولايات المتحدة فقد التزمت الصمت حتى الآن، في موقف يعكس انقسامًا داخليًا بين تحالفها التقليدي مع إسرائيل وضغوط حلفائها الغربيين
وفي المقابل، رُحّب بالخطوة في أوروبا والعالم الجنوبي، حيث اعتُبرت “تصحيحًا أخلاقيًا” لمعايير الغرب المزدوجة وخطوة لإحياء
الثقة بحلّ الدولتين
وفي فلسطين، رحّب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالقرار في بيان رسمي معتبرًا إياه “مبادرة شجاعة تُعيد الأمل بالسلام”، فيما
أبدت حركة حماس تحفظًا مشيرةً إلى أن “التحرير الحقيقي لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال
أما داخل بريطانيا، فقد انقسمت المواقف. فأنصار حزب العمال والناشطون
الحقوقيون أشادوا بالقرار، في حين اتّهم المحافظو ستارمر بتقويض الأمن القومي والإضرار
بالعلاقات مع إسرائيل. ومع ذلك، يرى مراقبون أن بريطانيا ربحت رصيدًا جديدًا من المصداقية
في العالم العربي، رغم المخاطر الدبلوماسية المحتملة مع تل أبيب
يشكل إعتراف بريطانيا بدولة فلسطين ، نقطة تحول مفصلية في أحد أكثر الصراعات
تجذرا فالعالم ، فمن جهة ، يعد تصحيحا رمزياً لإختلال تاريخي دام قرناً من الزمن ،
ومن جهة أخرى يعد مجازفة سياسية بإمكانها أن تعيد تحديد موقع بريطانيا في المشهد الدبلوماسي
ويبقى السؤال مطروحاً : هل سيمهد هذا القرار الطريق نحو السلام ، أم أنه سيكون مجرد شعار جديد في دورات لا تنتهي من ذلك ما ستكشفه مواقف لندن وتل أبيب والمجتمع الدولي في المرحلة القادمةالخيباتـ،
شاهد التقرير الإخباري
Commentaires
Enregistrer un commentaire