الانتخابات الرئاسية الامريكيةꓽ بين الهجرة غير النظامية و الدعم الامريكي الاسرائيلي
![]() |
صورة لمسيرة رافضة لسياسات حكومة بايدن
بقلم نهى الهدّاجي
تشهد الولايات المتحدة حالة من التوتر السياسي المتزايد، حيث يأخذ الهجوم على سياسات الهجرة غير النظامية في تكساس مكانه في قلب الحملات الانتخابية، بينما يعمق الدعم الأمريكي لإسرائيل الفجوة بين العرب الأمريكيين و الحكومة الفيدرالية.
الهجرة غير
النظامية في تكساس
في تكساس
تصاعدت التوترات بين السلطات المحلية و الحكومة الفيدرالية بسبب تفاقم الهجرة غير
النظامية، تتجلى هذه التوترات في المطالبة بإصلاحات هجرة شاملة و في التحديات التي
تواجه عمليات إدارة الحدود و معالجة تدفقات الهجرة غير النظامية. حيث تشكل ولاية
تكساس مركز الثقل بالنسبة لتوافد المهاجرين من دول أمريكا اللاتينية إلى داخل
الأراضي الأمريكية، في ظل معاناة إنسانية لأولئك اللاجئين من جهة، و أزمات سياسية
و اقتصادية تترافق مع وصولهم إلى الولايات المتحدة من جهة أخرى.
و تكساس ولاية
تتشارك بحدود طويلة مع المكسيك، تصل إلى 2000 كيلومتر تقريبا، و هو ما صعّب من
مهمة ضبط الحدود، و زاد العبء الاقتصادي على هذه الولاية الحدودية بشكل غير مسبوق
في الآونة الأخيرة.
و في ظل تسييس
قضية المهاجرين غير الشرعيين في ولاية تكساس يذكر القيمون على مراكز خدمة
المهاجرين بالصعوبات الاقتصادية و شح الموارد التي يعانون منها لتلبية احتياجات
أسر المهاجرين و اللاجئين.
شاهد الملخص الإخباري
غضب من الدعم
الأمريكي لإسرائيل
تثير العلاقة
بين الولايات المتحدة وإسرائيل جدلًا دائمًا في البلاد، خاصة بين العرب الأمريكيين
الذين يعارضون بشدة سياسة الدعم الأمريكي لإسرائيل. وزادت التطورات الأخيرة في
الشرق الأوسط من هذا الغضب، خاصة بعد الأحداث الإنسانية المأساوية في فلسطين
والصراع الدائر في المنطقة.
يرى الكثيرون
في الولايات المتحدة أن الدعم المالي والعسكري الذي تقدمه الحكومة الأمريكية
لإسرائيل يجب أن يوجه إلى قضايا داخلية أكثر أهمية، مثل الصحة والتعليم وتحسين
الظروف المعيشية. وهذا الغضب ينعكس بشكل واضح على الانتخابات الرئاسية ويؤثر على
توجهات الناخبين. حيث أعلن قادة الجاليات العربية و الإسلامية أنهم بصدد التنسيق
لاتخاذ موقف موحد من إدارة بايدن في الانتخابات الرئاسية المقبلة، في حين أظهر
استطلاع للرأي أجراه " المعهد العربي الأمريكي" انخفاض دعم بايدن بين
الناخبين العرب الأمريكيين بنحو 42% ليصل إلى 17% فقط مقارنة ب2020 و هي المرة
الأولى منذ 26 سنة التي لا تعبّر فيها الأغلبية من العرب و المسلمين الأمريكيين عن
تفضيلهم للحزب الديمقراطي.
و لكن رغم هذا
فلم تؤثر استطلاعات الرأي العام التي تشير إلى تراجع كبير في دعم الأمريكيين العرب
و المسلمين لإدارة بايدن، في حقيقة استمرار دعمها لإسرائيل. و لعل من بينها أحدث
المؤشرات المرتبطة بذلك موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي على مشروع قانون سعت إدارة
بايدن إلى تمريره، لتخصيص 118 مليار دولار أمريكي من بينها 14,1 مليار دولار
مساعدات أمنية لإسرائيل.
و في تقدير
لموقع المستقبل للأبحاث و الدراسات المتقدمة، فمن الممكن لإدارة بايدن إعادة ترتيب
الأوراق لاستمالة الأمريكيين العرب و المسلمين حتى يحين موعد إجراء الانتخابات
الرئاسية في نوفمبر و من المرجح حسب موقع المستقبل أن يفشل هذا الرهان، فمن جهة لا
تزال إدارة بايدن تواصل دعمها لإسرائيل، و من جهة أخرى فإن سجل الإدارة الحالية ضد
القضية الفلسطينية تجاوز بمراحل سياسات إدارة ترامب السابقة، إلى حد يرقى
بالمشاركة في انتهاكات إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.
بالنظر إلى هذا السياق السياسي المعقد، يشتد الصراع على المشهد الانتخابي في الولايات المتحدة، و ينتظر الناخبون بفارغ الصبر رؤية كيف ستؤثر هذه القضايا على نتائج الانتخابات القادمة؟ و هل سيؤدي الغضب المتزايد إلى تحولات جذرية في المشهد السياسي الأمريكي؟
مقالات ذات صلة :
تقارير مصورة الهجرة غير الشرعية.. معضلة ولاية تكساس الأميركية
Commentaires
Enregistrer un commentaire