" بين الألم و الصمود : قصة صحفي في زمن الحرب و الفقدان
قصّة خبريّة - إعداد : تقوى الجدي
وسط هدير القذائف و صرخات الجرحى و في قلب الصراع الدائر في قطاع غزة ،تتحول المراسلة الصحفية إلى سيوف ،و يصبح المراسل رمزا للصمود و الإصرار في وجه الظروف القاسية.
و هنا بلا شك ،إننا نتحدث عن الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح صاحب الأربعة و الخمسين سنة (مراسل قناة الجزيرة في غزة) الذي لا يتردد أبدا عن توثيق كل لحظة من رعب الحرب و معاناة الشعب الفلسطيني.
تحديات يومية أثناء تغطية الحرب
و مع تصاعد التوترات و التصعيد في غزة ،خاصة بعد عملية طوفان الاقصى (السابع من أكتوبر 2023) و في قلب الفوضى و الدمار،كان الدحدوح يقف كصخرة صلبة رغم تعرضه يومياً لمخاطر و تحديات كبيرة ،نخص بالذكر مشاهدته لمشاهد صعبة كرؤية الضحايا و الدماء و ما خلفته الحرب ،و بغض النظر عن مدى صعوبة نقل ما يحصل،إلخ...
و مع ذلك ،بقي صامدا و أصبح كلامه مسموعا بصوت عال ينادي بالحقيقة،و كلماته تتراقص كالنيران المشتعلة تحت وطأة القهر.
الصدمة المفجعة
لكن وراء هذا الوجه القوي يكمن قلب نازف ،فبينما كان يتأرجح بين الخطر و المخاطر ،واجه أيضا صدمة عاطفية هائلة ،لقد فقد عائلته في الحرب ، حيث أُستُشهِد ثلاثة عشرة شهيدا من عائلته، بمن فيهم زوجته ونجله و ابنته و ذلك بتاريخ 25 أكتوبر 2023 في هجوم لفوات الكيان الصهيوني على منزله.
زد على ذلك ،فإنه فقد ابنه الأكبر الصحفي حمزة الدحدوح في غارة إسرائيلة بتاريخ 7 جانفي 2024.
و قد أصيب وائل الدحدوح قبل حادثة استشهاد نجله حمزة بإصابة حادة على مستوى اليد يوم الخامس عشر من ديسمبر 2023 خلال مهمة تغطيةٍ.
الدحدوح يستعيد قوته و يواصل مسيرته
على الرغم من هذا الألم و الوجع العميق و رغم اصابته الحادة ،واصل مراسلنا مهمته بكل إصرار دون أي تهاون أو تردد ليروي قصص الأشخاص الذين فقدوا كل شيء كما فقد هو أسرته.
فنراه و هو يتحدث على الشاشات التليفزيونية على عين المكان بمراسلات هادئة و ثابتة،و لكن خلف هذا الهدوء ،يكمن بحر من الألم و الحزن ،فبينما يروي تفاصيل الدمار و المأساة ،يتملكه الحنين إلى عائلته التي فقدها في هذه الحرب،أسرته التي كانت مصدر قوته؛اختفت و تركت وراءها فراغا كبيرا في حياة الدحدوح.
رحلة العلاج
لكن مع مرور الوقت ومع تزايد حدة إصابته، أدرك الدحدوح
أنه بحاجة إلى علاج لإصابته القديمة،لذلك سافر إلى قطر (عبر مصر) بتاريخ السادس عشر من جانفي 2023 ليتعافى من جراحه،و مازال إلى حد اليوم يتلقى العلاج في المستشفى بالعاصمة القطرية الدوحة.
و بهذا النهج, أصبح الدحدوح قصة مراسل صحفي لن تُمحى ذِكراه من الذَّاكرة و بصمة بارزة في تاريخ الصحافة نظرا لكونه يشكِّل مصدرَ إلهامٍ للكثيرين حول العالم.
شاهد القصّة الخبرية (الفيديو )
Commentaires
Enregistrer un commentaire