الهجرة غير النظامية...رؤية تونسية منعدمة ومقايضة أمنية إيطالية

 

بقلم رضا حامدي

تشكل ظاهرة الهجرة غير النظامية هاجسا بات يهدد كيان الدولة الإيطالية ومن ورائها الإتحاد الأوروبي برمته.

مراقبون يجمعون على أن الدعم الإقتصادي والأمني من اجل وقف تدفقات المهاجرين سيكون محور العلاقات التونسية الإيطالية خلال المستقبل القريب,في ظل الأزمة المالية الملحة للدولة التونسية.

 

نتائج زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية الى تونس

أكدت جورجا ميلوني رئيسة الوزراء الإيطالية خلال زياراتها الى تونس على موقف بلادها الداعم لتونس للتوصل الى إتفاق مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض والذي سيمكنها في ما بعد من الحصول على قروض من الإتحاد الأوروبي.

وأعربت ميلوني بالمناسبة عن شكرها للمجهودات التي تقوم بها تونس من أجل مكافحة اجتياز الحدود نحو ايطاليا.

وأشارت الى أنها ستواصل دعمها اللوجيستي والأمني,وبينت استعداد بلدها لإقامة مؤتمر دولي حول الهجرة في روما.

 

غياب الرؤية التونسية لملف الهجرة

منذ عقود مضت لم تقدم تونس رؤية متكاملة وواضحة حول مكافحتها للهجرة غير النظامية عبر المتوسط نحو السواحل الإيطالية,وبالتالي تواصل نزيف دماء المهاجرين في عرض البحر.

وحتى المقاربات الأمنية لم تقدم نتائج ايجابية وملموسة تجاه الملف,بل بالعكس تطورت الظاهرة واصبحنا نشاهد قوارب تضم عائلات ورضع وأطفال.

وكان الرئيس قيس سعيد تحدث عن عقد مؤتمر حول الهجرة وبلورة بعض الأفكار,إلا أن هذه المقترحات لم ترتقي الى مستوى التنفيذ الفعلي,بل صنفها بعض المراقبون في خانة شرعنة الممارسات اللاإنسانية للإتحاد الأوروبي تجاه دول جنوب المتوسط.

ووصف المتابعون لشأن الهجرة غير النظامية,التحركات الإيطالية كونها تدفع تونس لأن تكون حارس الحدود مستغلة في ذلك أزمتها الإقتصادية والإجتماعية التي تعيشها .

 

مقايضة أمنية ايطالية

الخطة الإيطالية في علاقة بالهجرة غير النظامية مع تونس تبدو واضحة وجلية,وتأتي في اطار مقايضة أمنية تتمثل في,دعم تونس اقتصاديا وماليا في مقابل تنفيذ مراقبة شديدة على المياه الإقليمية ومنع قوارب المهاجرين من الوصول الى مدينة "لامبادوزا" اقرب منطقة ايطالية.

وضمن هذا السياق يقول رمضان بن عمر المكلف بالإعلام بالمنتدى التونسي للحقوق الإقتصادية والإجتماعية,إن ايطاليا لها خطة أمنية تتضمن وجودا استخباراتيا في الموانيء التونسية.

ويضيف بأن ايطاليا تسعى لترحيل المهاجرين قسرا عبر البحر وايضا عبر الطائرات.

وبين بن عمر ان تونس حولت مطار طبرقة الدولي الى مركز يحتضن عمليات الترحيل القسري من ايطاليا وفرنسا وألمانيا وسط تعتيم وتكتم كبيرين وفق تصريحه "للجزيرة نت".

بالتأكيد الظاهرة قد تشهد تطورا في السنوات المقبلة خصوصا مع بروز أرقام تشير الى قرابة 17 ألف مهاجر عبروا السواحل التونسية نحو ايطاليا خلال سنة فقط.

وتبقى العلاقات التونسية الإيطالية في انتعاشة ملحوظة,اذا علمنا أن ايطاليا ستخصص 700 مليون أورو لدعم القطاعات الحيوية في تونس ومنها الصحة والخدمات,وذلك في اطار مصلحة مشتركة ومتبادلة لكبح تدفقات المهاجرين نحو روما والإتحاد الأوروبي.


شاهد الملخص الإخباري



Commentaires