تونس و المھاجرون جنوب الصحراء : بين ارھاصات الواقع و حتيمة حقوق الانسان

 

 مهاجرون يبحرون على متن قارب رصدهم خفر السواحل التونسي أثناء محاولتهم العبور إلى إيطاليا قبالة سواحل صفاقس

بقلم محمد المدين  

شھدت تونس و خاصة مدينة صفاقس خلال الفترة الاخيرة تدفق اعداد كبيرة من المھاجرين غير نظاميين من دول افريقيا جنوب الصحراء مما ولد حالة من الاحتقان بالمدينة خاصة و ان عدد الوافدين الغير نظامين يزداد يوما بعد يوم .

واقع  حعل الدولة التونسية بمختلف مكوناتھا في مواجھة مباشرة مع وضع جديد لم يعتد عليھ البلد و فرض على تونس ضرورة الموازنة بين ظرف اجتماعي متردي يعيشھ ھؤلاء المھاجرون و وضع امني غير  مطمئن من حھة  و في المقابل نتتوحھ عدة ااتھامات و انتقادات للسلط التونسية بعدم احترام حقوق الانسان في تعاملھا مع ھذا الملف .

 

حقوق انسان

عبرت العديد من المنظمات الحقوقية  و منھا حتى الدولية عن استياءھما مما يعانيھ و يلقاھ المھاجرون الغير نظاميين  في الفترة الاخيرة بتونس  خاصة بجھة صفاقس حيث يتواجد عدد كبير من المھاجرين الافارقة جنوب الضحراء.

وعبرت منظمة ھيومن رايتس وتتش عن عن موقفھا مما بجري بتونس في علاقة بملف المھاجرين و قالت المنظمة ان قوات الشرطة و الجيش  الحرس الوطني التونسي ارتكبت انتھاكات خطيرة ضد المھاجرين و اللاجئين و طالبي اللجوء الافارقة السود ،  ھي انتھاكات قالت انھا موثقة و قد استخدمت فيھا القوات الامنية التونسية القوة المفرطة.

و قد دعت المنظمة في ذات السياق الى ضرورة احترام اللوائح و التشريعات المتعلقة بخفظ كرامة البشر و انسانيتھم  خاصة منھا ذات الصلة بحقوق المھاجرين و طالبي اللجوء.

شراكة استراتيجية مع دول الشمال

اصبح العدد المتزايد للمھاجرين غير النظاميين يؤرق دول الجنوب كما دول الشمال و خاصة منھا ايطاليا التي سعت بشتى الطرق الى ضمان و لو الحد الادنى من حماية حدودھا البحرية مع تونس باعتبارھا نقطة عبور .

و سعت رئيسة الوزراء الايطالية الى ارساء او ايجاد  ارضية تفاھم مع دول الاتحاد الاوروبي مع تونس للحد وصول اعداد اخرى من المھاجرين الى دول الاتحاد الاوروبي .

جھود ميولوني  و دخولھا في نوع من الوساطة بين دول الاتحاد الاوروبي  و تونس اثمرت باقناع دول الاتحاد بالتوقيع على مذكرة تفاھم مع تونس بشان شراكة استراتيجية جديدة من خلال تقديم حزمة تمويل بقيمة مليار اورو للبلاد التونسية منھا جزء مخصص لادارة الحدود و البحث و الانقاذ  و مكافحة التھرب و الاعادة الى بلدان المنشأ.


تصاعد التوترات و تدخل امني

يزداد الوضع سوءا خاصة بولاية صفاقس خاصة بعد دخول العديد من المھاجرين في مناوشات مع متساكني مدينة ضفافس بعد الاعتداءات المتكررة من بعض المھاجرين على بعض الممتلكات و تمركزھم  وسط المدينة.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو متداولة مشاهد فوضى ومناوشات عنيفة وتراشقاً بالحجارة بين سكان أحد أحياء مدينة صفاقس ومهاجرين غير نظاميين من دول الساحل والصحراء، أقدموا على إضرام النار في أحد المنازل.

وتسبّبت أعمال العنف في تضرّر منازل خاصّة وتهشيم بعض السيّارات وإصابة بعض الأشخاص إصابات متفاوتة، قبل أن تتدخل قوات الأمن للسيطرة على الوضع.

وامام ھذا الوضع رات السلطات الجھوية  و الامنية بالجھة انھ ليس بامكانھ التواصل في مجاراة المھاجرين  .

و اشرفت قوات الحرس الوطني عل نقل العشرات من المھاجرين و منھم من ارغموا  على الترحيل قسريا الى المناطق الحدودية و تم نقلھم في مجموعات متفقرقة الى الحدود التونسية الليبية .

تعاون و لقاءات لحلحلة الملف

كشف القاء الذي جمع وزير الداخلية التونسي بمساعد الامين العام للام المتحدة و المدير الاقليمي للدول العربية ، كشف عم طلب تونس منومنظمة الامم المتحدة الحصول على دعم للجھود التونسية لتتفيذ برنامح العوظة الطوعية للمھاجرين و تنفيذ خطة لتحاوز ازمة ملف المھاجرين الافارقة جنوب الصحراء

وجرى خلال اللقاء، إطلاع المسؤول الأممي، على حقيقة وضعية المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين بتونس والمغالطات التي تم ترويجها حول تعاطي الدولة التونسية مع هذا الملف، حيث تم عرض مجهودات الوحدات الأمنية في التصدي لهذه الظاهرة وحماية المهاجرين والعناية بهم رغم الصعوبات التي تواجهها البلاد، ودعوة المنظمة الأممية إلى دعم المجهود الوطني في تنفيذ برنامج العودة الطوعية للمهاجرين غير الشرعيين لبلدانهم الأصلية.

 وقد عبرت تونس ،وقد عبرت وزارة الخارجية التونسية سابقا عن رفضها "القاطع للمغالطات والشائعات التي اتخذت شكل حملات مغرضة تقف وراءها أطراف (لم تسمها) تسعى الى تأجيج الوضع، والتغطية على الجهود التي تبذلها الدولة التونسية لتأمين الحماية والرعاية للمهاجرين".

 وقالت الوزارة، آنذاك، إن "تونس ملتزمة بمواصلة اتخاذ كل التدابير لحماية حدودها البرية والبحرية، ومنع أي محاولات لعبورها بصفة غير قانونية".

و جاء الموقف التونسي اعقاب تصريحات ادلى بھا تائب الامين العام للامم المتحدة في مؤتمر صحفي بنيويورك قال خلالھا ان ھناك قلق بالغ ازاء طرد المھاجرين و اللاجئين من تونس الى الحدود مع ليبيا و الجزائر..

 تعاملت تونس مع ملف المھاجرين غير النظاميين بكل خذر و في العديد من الاحيان بتراخي في ظروف اجتماعية و اقتضادية صعبة جعلتھا تعيش بين مطرقة الشروط الدولية و خاصة  الاتحاد الاوروبي و بين سندان الوضع الداخلي الھش علاوة على الوضع الانساني المأساوي الذي يعانيھ المھاجرون غير النظاميون على ارضھا . 

و قد تكون تونس توصلت الى حلول للتعامل مع ھذا الملف ؛ فھل ھي حلول كافية للحد من ازمة المھاجرين غير النظاميين ام ان الواقع ينذر بازمة مجددة قد تطفو على السطح في اي وقت.

 شاهد الملخص الإخباري 



Commentaires