الانتخابات الأمريكية 2024: ملف الهجرة في قلب الصراع السياسي
![]() |
مظاهرات معارضة للهجرة غير الشرعية على الحدود مع المكسيك في 3 فبراير 2024 (أ.ف.ب) بقلم عبير قريري |
تُعد قضية الهجرة واحدة من أكثر المواضيع إثارة للجدل في السياسة الأمريكية، وقد أصبحت محورًا رئيسيًا في النقاش العام والسياسي، خاصةً في ظل التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة على حدودها الجنوبية.
الأزمة الحالية ليست بجديدة،
بل هي تتطور منذ سنوات وتتأثر بعوامل متعددة تشمل السياسات الداخلية، الظروف الاقتصادية، والأوضاع في الدول المجاورة
في السنوات الأخيرة، شهدت الولايات المتحدة تدفقًا كبيرًا للمهاجرين
غير الشرعيين للحدود العام الماضي حوالي 2.5 مليون مهاجر، مما أدى إلى تصاعد
الضغوطات على البنية التحتية الامريكية، مما يلقي بظلاله على الأداء السياسي لكل
من بايدن وترامب.
الإدارات المتعاقبة، بما في ذلك إدارتي بايدن وترامب، واجهت تحديات
كبيرة في التعامل مع هذه الأزمة، وكل منهما اتخذ نهجًا مختلفًا يعكس رؤيته
السياسية وأولوياته
![]() |
صورة مركبة للرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب) |
بايدن وترامب يخوضان رحلات تنافسية سياسية
سافر كل من الرئيس الأمريكي جوبايدن والرئيس السابق دونالد ترامب يوم
الخميس الى الحدود بين الولايات المتحدة الامريكية والمكسيك حيث يخوضان رحلات
تنافسية سياسية هامة حول قضية يمكن ان تكون مصيرية في الانتخابات الرئاسية
الامريكية القادمة المقررة في شهر نوفمبر القادم حسب موقع بي بي سي
الرئيس جو بايدن، الذي يمثل الحزب الديمقراطي، يسعى لإظهار نهج أكثر
تعاطفًا وإنسانية تجاه المهاجرين، مع التركيز على إصلاح نظام الهجرة وتوفير مسارات
قانونية للهجرة.
من ناحية أخرى، يتبنى الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي يمثل الحزب
الجمهوري، سياسات أكثر صرامة تجاه الهجرة، بما في ذلك بناء جدار حدودي وتشديد
القوانين للحد من الهجرة غير الشرعية
ملف الهجرة يتصدر أولويات الناخبين الأمريكيين
وتعكس استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة ''غالوب'' مؤخرا اعتبر 28 في
المئة من الأمريكيين ان الهجرة غير النظامية مصدر قلقهم الأكبر وتفوق كل المواضيع
الأخرى بما في ذلك الاقتصاد والتضخم كما اظهر استطلاع أجرته مؤسسة ''هاريس'' ان
نسبة تأييد بايدن في هذه القضية تبلغ 35 في المئة، وهو ادنى مستوى له.
الناخبون الأمريكيون منقسمون حول كيفية التعامل مع هذه القضية، وهذا
الانقسام يعكس الخلافات الأيديولوجية الأوسع في المجتمع الأمريكي
من الضروري النظر إلى الهجرة ليس فقط كقضية سياسية، بل كتحدي إنساني
يتطلب حلولًا متوازنة تحترم حقوق الإنسان وتلبي الاحتياجات الأمنية والاقتصادية
للبلاد.
الحلول الجذرية تتطلب تعاونًا
دوليًا وتضامنًا بين الدول، وكذلك نهجًا شاملًا يعالج الأسباب الجذرية للهجرة، بما
في ذلك الفقر، العنف، وعدم الاستقرار في الدول الأصلية للمهاجرين
في النهاية، معركة الحدود بين بايدن وترامب تمثل جزءًا من صراع أكبر
حول مستقبل السياسة الأمريكية والقيم التي ستحكم البلاد.
الانتخابات المقبلة المقررة في نوفمبر 2024 ستكون حاسمة في تحديد الاتجاه الذي ستتخذه الولايات المتحدة في التعامل
مع قضية الهجرة وغيرها من التحديات الكبرى.
شاهد الملخصّ الإخباري
Commentaires
Enregistrer un commentaire